التسييس الجامعي وأثاره المدمرة

بقلم : منصور البكالي

مما لا شك فيه إن حرية الانتماء إلى الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني مكفولة لكل مواطن وفقاً لما نص علية الدستور اليمني 1990 م إلا إن هنالك انحراف ملحوظ في الدول النامية عن الأهداف السامية لهذه الأحزاب والنقابات فتم استغلالها بعيد عن وظيفتها الأساسية المتمثلة في خدمة الشعوب بكافة فئاتها وطبقاتها مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي

ونتيجة لهذا الانحراف فشلت الأحزاب السياسية عن القيام بدورها في كل المؤسسات مما أسهم في بث روح الحقد والكراهية والنظرة للطرف الأخر من نافذة العداوة التي لها أثارها المدمرة لحقوق فئات وجماعات مهمة في المجتمع مما احدث شرخ في النسيج المجتمعي والتبخر للعداله الاجتماعية رافق ذالك ظهور بارز وفعال لاصحاب نفوذ وصل أثرهم إلى كل مؤسسه من المؤسسات .

ولم تكن جامعة صنعاء عن ذالك ببعيد ولما للمؤسسات التعليمية من مكانه بالغه كان اثر التسييس والصراع الحزبي فيها ذو اثر ابلغ ومدمر لكافة القيم والمبادئ المجتمعية الراسخة

فنحن نشهد داخل هذه المؤسسات اغتصاب للقوانيين بدون خجل أو حياء . فتلاعب بالمحصلات الطلاب مسيسه بشكل كبير وتختلف من دكتور إلى أخر فالكادر الأكاديمي المحسوب على الحزب الفلاني يتم رفع الطلاب المنتميين إلى نفس حزبه ليعطيهم فوق ما يستحقون بينما من لم يتم الرفع بهم يتم هضمهم وهذه ظاهره منتشرة ولن يستطيع احد أن يدافع عنها وما وجود القطاعات الطلابية المختلفة والمتصراعه الى لمهمة التنسيق بين الطلاب والاكادميين أضافه الى ما تمارسه من اضفاء ستار للحزاب السياسة المكلفة بدور الاستقطاب وهذا بدور يوثر على التحصيل العلمي للطالب أضافه إلى استغلال هذه الجموع من الطلاب في جانب المماحكات السياسية بين دكاترة الجامعة نفسها للتضارب على المناصب الاداريه في الجامعة فتكثر المظاهرات والمسيرات الطلابيه المسيسه فتقل نسبة المحاضرات نظرا لغياب الدكتور المفتعل ضده المسيره

فيشعر معظم الطلاب بالملل فيتغيبون بسبب نزيف الوقت يوم تلو الآخر بدون فائدة علميه يرافق ذالك ارتفاع للوعي الحزبي المحشي ببذور الكراهية والعداء في علاقات الطلاب البينية وكذالك مع الدكاترة وبين الكادر الأكاديمي نفسه فأي دور ستقدمه مخرجات من هذا النوع لإدارة الحاضر و رسم المستقبل فقبل الاجابه عن هذا التساؤل نذكر الآثار التالية للتسييس الجامعي :

• عزوف العديد من العقول اليمنية النظيفة وذات التوجه الحيادي عن الوطن باتجاه دول الجوار هروبا من الوقع المغشي عليه بالفكر الضيق والمحسوبية المقيته التي لاتتناسب مع القيم الانسانيه الفضاله

• إصابة العقل اليمني بالجمود والتراجع مقابل الإبداع والحركة السريعة من حولنا

• ازدياد درجة الخصوبة في تربة الفساد والمفسدين وممارسته بطرق منهجه

• الغياب المتتالي لمبادئ وقيم المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وحرية الرأي والتعبير مما يخلف وراه مجموعه من الظواهر غير الاخلاقيه مثل العنصرية والطائفية والمذهبية والظلم والقمع للحريات وزيادة في الدكتاتورية والاستبداد داخل كل المؤسسات المجتمعية ابتداء بالحكومة وانتهاء بالاسره

• ازدياد حجم الفوضى والصراعات والبطالة في أوساط المجتمع

• الذبول في الطبقات الوسطى مع ازدياد نسبي للطبقات الاستقراطيه يرافق ذالك ازدياد حجم الطبقات المسحوقة يصحب ذالك عزوف الشباب عن مواصلة حقوقهم التعليمية نتيجة للبحث عن لقمة العيش والاغتراب

• توفر البيئة الحاضنة للإرهاب .

شاركها مع أصدقائك!

تابعني→

Tweet

أبدي اعجابك →

شارك! →