عجوز بمكياج ثقيل

بقلم : رنا العبسي

الوضع الحالي في جامعة صنعاء هو وضع تراكمي وليس وليد الحظه . يذكرني بعجوز حفر الزمن تضاريسه على ملامحها لكنها تابى الاعتراف وتضع مكياج ثقيل لتبدو شابه .

مايثير الاعجاب في تلك العجوز انها تحمل نبضات الحيويه وتمسكها بلحظات الحياه وانه لايوجد من يمنعها من المواصله رغم انتقاد وتهكم الكثير عليها من طريقة زينتها .

جامعة صنعاء تعاني من شلل نصفي وحفر الزمن عليها منذ 1970 م اخاديد من التسلط السياسي والعسكري والقبلي والفساد .

فأغلب مراكز جامعة صنعاء شبه متوقفه ولا توجد لها ميزانيات ثابته الا ما تجود به العطايا الداخليه والخارجيه . عدد الموظفين في الجامعه بلغ الفائض واغلبهم متعاقدين ويشكلوا ضغط على الجامعه . النقابات في الجامعه كاتحاد الطلاب وغيرها من النقابات ليست مستقله ولا تمثل الكيان الجامعي كما يجب .

النواحي الماليه في الجامعه غير منظمه ولا توجد شفافيه او محاسبه . الاحباط والا مبالاه مازالت هي رفيقة الوضع الحالي في جامعة صنعاء .

المناهج الدراسيه الغير مرضي عليها لدى الجميع فقط تربط الطالب من اجل الشهاده وتربط الدكتور من اجل انه عمله وتربط القائمين على الجامعه لانها اصبحت مصدر للرزق فقط .

تستطيع الجامعه الغاء الجبايه الماليه متمثله برسوم الانشطه التي لانراها والموازي والنفقه الخاصه والعمل على خلق موارد ذاتيه داخل كل كليه مثلا كلية الزراعه لو شغلت مواردها لكفتها واعطت حصه ايضا للجامعه ايضا الموارد في الجامعه مثل المطبعه اذا شغلت كما يجب لن تحتاج الجامعه لفرض اي جبايه لكن تلك الجبايات بقرار رئاسي وبمباركة اللصوص المستفيدين .

النواحي الاداريه لطالما شكلت فواجع لدى الطالب الذي يضل يدرس حتى سنه ثالثه او رابعه وهو مطمئن من الكشوفات التي يراها كلما عولقت على الجدران بانه ناجح ويدفع الرسوم كل سنه بشكل طبيعي ليفاجى انه راسب في مواد من سنه اولى او ثانيه سقطت من السماء من حيث لايدري وحينما يصرخ كيف خرجت البطائق لي ولم يخبرني احد برسوبي والان بعد مرور سنه او سنتين بكل بساطه رسبت . الاهمال في نتائج الطلاب والاستهتار بجهودهم يعجل من موت التعليم الجامعي المحتضر .

برغم من ذالك توجد الكثير من الفعاليات والمبادرات في الجامعه وهي مبادرات جميله ومطلوبه لكنها في نظري مكياج ثقيل لايناسب عجوز لايشعر بها احد ولا يهتم ان ماتت او عاشت . فكل تلك المبادرات لاقيمه لها في نظري اذا لم نطالب بحل مشاكل الجامعه من الجذور وليس الترقيع واذا لم نكن يد واحده في رفض تسييس وعسكرة الجامعه . فستموت تلك العجوز علما ان الجامعات ليست كائن انساني بقدر ماهية كونها كائن روحي فان ماتت الروح لا قيمه للجسد .

ما قيمة الطالب او الدكتور وهو يحضر كل يوم الى الجامعه وهو كاورقه فارغه في ايدي الظلام . وهناك صوت خافت من الاكادميين يطالب باغلاق جامعة صنعاء وتشطيب الدراسيين حاليا . حتى نعرف ماذا نريد من التعليم الجامعي؟ .

الجميع يعرف ان تخلفنا ممنهج ومرسوم ضمن خطط ونحن سهلنا ذالك ايضا لكن برغم من صعوبة تكوين العقل العربي وخاصه اليمني يضل هناك امل في تغيير المجتمع الصغير ( الجامعه ) لتغيير المجتمع الكبير ( الوطن ) .

شاركها مع أصدقائك!

تابعني→

Tweet

أبدي اعجابك →

شارك! →