لماذا كشكول جامعي؟

بقلم : منصور البكالي

يبدو الاسم من أول وهلة محصور في أحد الزوايا المظلمة في هذا الوطن بقدر ما يشغل الرأي العام العديد من القضايا المصيرية وذات الصلة المباشرة بالحياة اليومية لهذا المواطن واحتياجاته الأساسية مثل الأمن والاستقرار الغير ملحوظ من فترة طويلة، إضافة إلى غياب الخدمات الأساسية مثل المشتقات النفطية والتلاعب بأسعارها والكهرباء والمياه والخدمات الصحية وما نتج عن الحوار الوطني والانتظار للفرج .

كان هذا الاسم من باب الشعور بالمسئولية والمعرفة السليمة لدور الجامعات وعلاقتها بما يحدث خارج الحرم الجامعي. فالجامعات هي بمثابة العقل في الجسد لأي دولة من الدول أو شعب من الشعوب فمنها تجرى الدراسات من الباحثين الذين يعتمد عليهم في صناعة القرار السياسي واعتبارهم البوصلة لسفينة هذا الوطن في الوصول إلى كافة الاتجاهات وتصويبها دون أي خطاء يذكر . وهذا مالم يحصل أو نستطيع القول عنه بالدور المحصور الذي تلعبه الجامعات ومراكزها البحثية المساهمه في ممارسة دور المرشد لهذا الشعب. فغياب هذا الدور والمسئولية المنوطة بهذه المؤسسة يقف خلفها العديد من المعوقات والإشكالات المحتاجة إلى حلول مدروسة وعميقة وبطرق إستراتيجية.

فكان اسم مشروعنا (كشكول جامعي) سلطنا من خلاله الأضواء على ابرز القضايا والأمراض التي تعاني منها هذه الجامعات منذ فترة زمنية طويلة. الموضحة بقدر المستطاع خلال هذه الصفحات المتواضعة والغير كافية. ابتداءً من نوعية الكادر وما يتصل به من احتياجات ومتطلبات او معوقات ومشاكل مروراً بالمخرجات لهذه الجامعات ومدى تلبيتها للسوق العمل ومواكبتها للعصر وصولاً إلى البناء التحتية والتجهيزات وانتهاء بتأثير التسييس والصراعات الحزبية داخل هذا العقل وإضافة إلى العسكرة وعلاقتها بالفكر والتمدن المتمثل في الجامعات.

فهذا المشروع يسهم في تنمية العقل اليمني وايقاضه من السبات الممزوج بسرطان الفساد والصراعات السياسية وبعده عن النظرة الإستراتيجية وشعوره بالمسئولية أمام متطلبات الواقع وتطورات العصر وحقوق الأجيال القادمة التي نحن من يسطر ويمهد ويرسم لها ملامح المستقبل من هذه اللحظة. لرسم سياسات بناءه تتماشى مع احتياجات الشعب منطلقة من مقدراته وإمكانياته ولن يكون لنا ذلك وعقل الجسد اليمني مختل.

شاركها مع أصدقائك!

تابعني→

Tweet

أبدي اعجابك →

شارك! →